المشاركات

مبررات تجويد الأداء المدرسي

صورة
  د. عبدالله بن مسعود الجهني   يشهد التعليم العام في المملكة عمليات تطوير ضخمة  تهدف إلى تبني تعليم نوعي يواكب رؤية المملكة 2030، وهذا الحراك المستمر من وزارة التعليم وهيئة تقويم التعليم والتدريب لتطوير التعليم انعكس أثره على المدارس وجميع المهتمين بالشأن التعليمي، ونقل آمال التطوير والتغيير إلى المدارس وفقاً لإمكاناتها المادية وقدرات مواردها البشرية من خلال تقييم الواقع وإعداد تصور لما ستكون عليه المدرسة من خلال خطط التحسين والتطوير. لذلك فإن تجويد الأداء المدرسي أصبح هاجس الإدارات المدرسية والمعلمين لما يترتب عليه من شفافية ومساءلة ومحاسبية بعد التمكين المقدم للمدارس والمعايير والمؤشرات التي ستتم المحاسبة في ضوئها، وعليه فإن مبررات تجويد الأداء المدرسي ربما تنحصر فيما يلي: أولاً/ تمكين المدرسة: ‏(رفع مستوى الأداء المدرسي من خلال قيادة المدرسة لعمليات التغيير والتطوير). ‏التحول نحو تمكين المدرسة: يعني نقل معظم البرامج التي كانت تقوم بها إدارات التعليم إلى المدارس،  وبذلك تصبح المدرسة إدارة تعليم مصغرة تقوم بقيادة عمليات التغيير والتطوير لرفع مستوى الأداء باستخدام أد...

الدافعية وتحمل المسؤولية وتأثيرها على التحصيل الدراسي

صورة
 د. عبدالله بن مسعود الجهني من أهم أسباب تدني مستوى التحصيل الدراسي لطلاب التعليم العام ضعف الدافعية نحو التعليم وغياب المسؤولية في الأداء، ولعل للسببين عوامل كامنة داخلية وخارجية، وهذه العوامل الكامنة تحتاج إلى بحوث تحليل عاملي استكشافي وتوكيدي حتى يتسنى وضع الخطط العلاجية المناسبة. أما زيادة طول اليوم الدراسي والعام الدراسي فلن تحقق الأهداف التعليمية على المدى القريب أو المتوسط، وربما تحتاج إلى عشرات السنين حتى تتغير الثقافة الحالية، وخلال هذه الفترة ستخرج أجيال لا تتناسب مهارات الأداء لديها مع متطلبات العمل مستقبلاً. فكما يعلم الأكاديميين أن شروط التعلم ثلاثة إذا غاب أحدها فلا معنى للتعلم، وهي: (النضج، والدافع، والممارسة)، وفي مدارسنا فإن الطلاب يعانون من ضعف الدافعية وهي ترجع لعوامل كامنة داخلية نفسية وخارجية مجتمعية، مع استثناء بعض الطلاب الذين لديهم دافعية فوق المستوى المتوسط. كذلك، الممارسة ولها عواملها الكامنة المتعددة، وهي تأتي ضمن مسؤولية الأداء سواء داخل المدرسة أو خارجها، فمعظم أعمال الطلاب يقوم بها غيرهم وبالتالي تنعدم الاستفادة من ممارسة التعلم وتطبيقه وتلقي بظلالها ع...

مؤامرة تكوير الأرض

صورة
 د. عبدالله بن مسعود الجهني غرس فينا تعليمنا القديم إجلال وتقدير العلماء وما توصلوا إليه من نظريات واكتشافات، وأن حججهم لا يمكن أن تنقض أو يعتريها الخطأ فهي فوق النقد والتشكيك، لذلك تم حشو عقولنا بالمعلومات والمعارف دون فهم وتحليل وسرنا على هداهم دون تفكير وفحص، ولا شك أن تقدير العلماء من الخصال الحميدة، أما عدم التشكيك بعلمهم ففيه (قولان). ما دعاني للحديث عن ذلك استماعي لمساحة تتحدث عن الأرض المسطحة والأرض الكروية، وما بين أدلة كروية الأرض التي تشربتها وتبنتها عقولنا التعليمية وما بين الأرض المسطحة التي استوعبت أدلتها عقولنا النقدية والقابلة للتغيير وفقاً للحجج الدامغة دارت معركة سجال بين القبول والرفض والتأييد والمعارضة، تتخللها فترات هدنة يلتقط فيها العقل أنفاسه ليفكر ويتساءل: ولماذا هذا التعصب من أهل الأرض المسطحة؟ ولماذا يعادون أهل الأرض الكروية؟، وهل مؤيدي كروية الأرض مقتنعون بأنها فعلاً كروية أو شبه كروية؟!!! وما يثير التساؤلات حقاً أن بعض المتحدثين في المساحات مجرد مجموعة ممن يستهويهم الاستئثار بالحديث فيخلط العلوم ببعضها ليثبت أنه على صواب دون أي مبررات واضحة ولكن فقط تجمي...

(3-3) الهيبة الشخصية .. وقوة التأثير

صورة
    د. عبدالله بن مسعود الجهني ا لهيبة خاصية عند بعض الأفراد يمارسون من خلالها التأثير على الآخرين والعزف على وتر عواطفهم ومشاعرهم بقصد أو بدون قصد فينجذبون إليهم ويتبعونهم وينصبونهم قادة وزعماء ويحيطون بهم بهالة من المثالية والتمجيد، والهيبة لا تخرج عن كونها مكتسبة أو ذاتية، وعلى الرغم من أن الهيبة المكتسبة تُ عد الأكثر انتشاراً إلاً أنها تزول بزوال مسبباتها سواء المادية أو المعنوية، بينما الهيبة الذاتية عكس ذلك تماماً. لا بد وأنت تقرأ المقال أن فكرت بهيبتك وقوتك وتأثيرك على الآخرين، والبعض يتحسر بأنه ليس من أصحاب الأموال ولا المناصب ولا حتى من المشاهير، لا عليك يا صديقي فالهيبة متاحة لك حتى وإن كنت لا تملك تلك العوامل التي تصنع الهيبة الزائفة، فالآخرين لم يقدروك ويحترموك لذاتك بل لما تملكه، وإذا نفد ذلك فستتلاشى هيبتك وسيكون وضعك أكثر إيلاماً وأنت ترى الحقيقة. تدبر  قوله تعالى:  ﴿ وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا قَالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ ...

(3-2) الهيبة الشخصية .. وقوة التأثير

صورة
  د. عبدالله بن مسعود الجهني تناول المقال السابق دور الهيبة في تمكين بعض الأفراد من التأثير على الآخرين فتحولهم إلى منقادين وتابعين، وهذا الانقياد والتبعية ما هو إلا نتيجة حجب التفكير وافتقاد بعض السمات التي تؤدي إلى ضُعف الشخصية وانعدام الثقة بالنفس، بالإضافة إلى الغريزة الإنسانية في اتخاذ قائد للمجموعة سواء كانت كبيرة أم صغيرة، وإن هذه الهيبة إما أن تكون مكتسبة (اصطناعية) أو ذاتية (شخصية). فالهيبة المكتسبة لا تمثل سحراً وجاذبية بحد ذاتها بل تنشأ نتيجة للعامل الذي كوّن هذه الهيبة في تصورات التابعين، وتنبع هذه الهيبة من عدد من المصادر كامتلاك الثروة أو تقلد مناصب معينة أو شهرة في مجال محدد أو حتى لقب وظيفي أو علمي، وفي بعض الأحيان يكفي اسم العائلة أن يحيط الفرد بهالة من الهيبة، وهنا لا بد من الإشارة أن الهيبة في هؤلاء الأفراد ليست نابعة من قيمتهم الشخصية بل مما يملكونه من قيمة مادية مكنتهم من التأثير على الآخرين. وهذا النوع من الهيبة يعد الأكثر انتشاراً والأوسع تبعية، ولكنه في نفس الوقت الأسرع زوالاً ذلك لأن الهيبة أو القوة هنا تستمد من المركز المالي أو الاجتماعي أو الوظيفي، ومت...

(3-1) الهيبة الشخصية .. وقوة التأثير

صورة
د. عبدالله بن مسعود الجهني أولئك الذين يمتلكون تأثيراً على الآخرين سواء كانوا قادة أو مشاهير أو أشخاصاً عاديين من أين لهم تلك القوة التي مكنتهم من النفوذ إلى عواطف الناس والتأثير عليهم، وكيف استطاعوا الهيمنة على مشاعر الآخرين وتغييب عقلانيتهم وجعلتهم ينقادون بلا بصيرة خلف المؤثرين ويتبنون أفكارهم ورؤاهم ويدافعون عنهم بلا هوادة، ليس ذلك فحسب بل إنهم يعادون كل من يخالف تلك الأفكار حتى وإن كانوا على صواب. ليس صعباً الإجابة على تلك الأسئلة فالانقياد والتبعية للآخرين يمكن التعبير عنها بالعلاقة العكسية التي تجمع بين السواد الأعظم من الناس الذين يفتقدون لبعض الخصائص والسمات الشخصية وبين القلة الذين يمتلكون تلك الخصائص التي ميزتهم وجعلت الآخرين ينظرون إليهم نظرة مختلفة، ولعل من بين هذه الخصائص القوة والتي تعبر عنها كلمة (الهيبة). فالهيبة هنا لا تعني الحُكم وبسط السيادة والنفوذ والسيطرة المطلقة بل هي سمة تجمع بين بعض المتناقضات يفصل بينها طيف خفي في اللاشعور فتختلط مشاعر الخوف والاحترام والإعجاب والتقدير والقوة والشدة لتكون قاعدة وأساس للهيبة، والدليل على ذلك أن بعض الشخصيات عبر عصور التاريخ لا...

خاطرة في الدراسة الجامعية

صورة
  د. عبدالله بن مسعود الجهني في البدء ‏نبارك لجميع الطلاب المقبولين في الجامعات والكليات والمعاهد السعودية ونتمنى لهم التوفيق في تحصيلهم العلمي خلال دراستهم الجامعية. واعلم عزيزي الطالب أن الدراسة في التعليم العالي تختلف عنها في التعليم العام الذي مكثت فيه 12 عاماً من المرحلة الابتدائية وحتى تخرجك من المرحلة الثانوية، وإن كان هناك تشابه شكلاً إلاّ أن المضمون مختلف كلياً. ‏فالدراسة الجامعية تعني التعليم الذاتي بكل معانيه، "فهي ليست حفظ كتاب أو استظهار  مذكرة، حتى إذا حان وقت الاختبار صب الطالب معلوماته في ورقة الإجابة" * ،  ‏بل إنها بناء متكامل لفكرك وشخصيتك واستقلاليتك في قراراتك وتحملك لمسؤولياتك. ‏لذلك، احرص على الاستفادة الكاملة -خلال هذه المرحلة- من كل ما يتاح لك من إمكانات مادية تتمثل في مرافق الجامعة وإمكانيات بشرية تتمثل في أعضاء هيئة التدريس. ‏وإن كانت الدرجة هي همك الأول فلن تحقق المهارات اللازمة لبناء شخصيتك، بل ستكون أسيراً للمذكرات والمراجع ناقلاً لما فيها إلى ورقة الإجابة. ‏وهنا سأسرد لك بعضاً من المهارات التي تحتاجها خلال دراستك لتحقيق الاستفادة القصوى،...