الدافعية وتحمل المسؤولية وتأثيرها على التحصيل الدراسي


 د. عبدالله بن مسعود الجهني


من أهم أسباب تدني مستوى التحصيل الدراسي لطلاب التعليم العام ضعف الدافعية نحو التعليم وغياب المسؤولية في الأداء، ولعل للسببين عوامل كامنة داخلية وخارجية، وهذه العوامل الكامنة تحتاج إلى بحوث تحليل عاملي استكشافي وتوكيدي حتى يتسنى وضع الخطط العلاجية المناسبة.

أما زيادة طول اليوم الدراسي والعام الدراسي فلن تحقق الأهداف التعليمية على المدى القريب أو المتوسط، وربما تحتاج إلى عشرات السنين حتى تتغير الثقافة الحالية، وخلال هذه الفترة ستخرج أجيال لا تتناسب مهارات الأداء لديها مع متطلبات العمل مستقبلاً.

فكما يعلم الأكاديميين أن شروط التعلم ثلاثة إذا غاب أحدها فلا معنى للتعلم، وهي: (النضج، والدافع، والممارسة)، وفي مدارسنا فإن الطلاب يعانون من ضعف الدافعية وهي ترجع لعوامل كامنة داخلية نفسية وخارجية مجتمعية، مع استثناء بعض الطلاب الذين لديهم دافعية فوق المستوى المتوسط.

كذلك، الممارسة ولها عواملها الكامنة المتعددة، وهي تأتي ضمن مسؤولية الأداء سواء داخل المدرسة أو خارجها، فمعظم أعمال الطلاب يقوم بها غيرهم وبالتالي تنعدم الاستفادة من ممارسة التعلم وتطبيقه وتلقي بظلالها على مستوى التحصيل الدراسي عند تقييمه بمحكات القياس المختلفة.

لذلك، فإن توجيه الدراسات والبحوث نحو احتياجات الطلاب وأساليب تحسين مستوى الدافعية وتحملهم المسؤولية ربما تساعد في تحسين التحصيل الدراسي، أمّا العمل على تطوير الشكليات والموارد المساعدة فلن تؤتي بثمارها مالم تكن هناك رغبة فعلية من المستفيدين للتعلم والممارسة بكفاءة وفاعلية.


تعليقات

  1. الدكتور عبدالله صاحب كلمه طيبه ومبدع ويلامس الواقع كثير ان من البيان لسحر

    لله درك يا ابا تركي

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الحوكمة في مؤسسات التعليم العام

التعليم المتمايز .. من أجل العدالة بين الطلاب

سلسسلة مواضيع في القيادة المدرسية | 2 |