الانتماء في المنظمات التعليمية
عبدالله بن مسعود الجهني
في كثير من المنظمات التعليمية كوزارة التعليم، والإدارات التعليمية في المناطق والمحافظات، والمدارس، وحتى الجامعات تتشكل الأحزاب أو التنظيمات غير الرسمية أو ما يطلق عليها الشللية، والتي بدورها تؤدي إلى وقوع العديد من المشاكل، وربما الأزمات كالفساد، والمحسوبية، وهدر وقت العمل، وقد يرجع ذلك إلى ثقافة العمل السائدة في المجتمع، والتي انتقلت عبر الأجيال، ونماها الصمت، وربما عدم الأخذ بنتائج البحوث العلمية في هذا المجال.
فمن طبيعة العمل في جميع المنظمات التغيير والتجديد والتحديث المستمر في الأنظمة والإجراءات والهياكل التنظيمية، ومن ذلك التغيير في قادة المؤسسات نتيجة للتقاعد أو الإعفاء أو غير ذلك من أسباب تعيين قائد جديد للمنظمة، والذي بدوره يحدث تأثيراً ديناميكياً على معظم العاملين في المنظمة، فالجميع يسال من هو القائد؟ وماهي مؤهلاته؟ وكيف سيكون تعامله؟.
فيبدأ البعض بمحاولة التقرب من القائد الجديد باساليب مختلفة وربما تصل إلى إذلال النفس لتحقيق أهداف خاصة بعيدة عن العمل لصالح المنظمة، وهذه طبيعة النفس البشرية كما أشار إليها ابن خلدون في مقدمته والتي تبحث عن الراحة والدعة والعيش الرغيد.
فيبدأ البعض بمحاولة التقرب من القائد الجديد باساليب مختلفة وربما تصل إلى إذلال النفس لتحقيق أهداف خاصة بعيدة عن العمل لصالح المنظمة، وهذه طبيعة النفس البشرية كما أشار إليها ابن خلدون في مقدمته والتي تبحث عن الراحة والدعة والعيش الرغيد.
وفي هذه الحالة فإن الانتماء يكون مصروفاً لقائد المنظمة الجديد، ويكون دور العامل هو العمل على ما يحقق توجهات القائد دون اعتبار للأنظمة والإجراءات والسياسات التي تحكم المنظمة وتسير عملها باختلاف القادة، وهنا يجب على القارئ ان يدرك الفرق بين تأثير القائد وبين مفهوم الانتماء، فالقائد يؤثر على العاملين للقيام بمهامهم، والانتماء يعبر عن حالة نفسية تربط بين العامل ومهنته ويكون لها التأثير الأكبر على أدائه بغض النظر عن مستوى القيادة وتأثيرها، وبالتالي فإنها لا تعتبر من مسببات التحزبات والشللية في المنظمات.
لذلك فعلى القائد الذكي أن يجعل انتماء العامل للمنظمة وتوجيهه لتحقيق أهدافها من أوليات العمل، مراعياً كفاءة العامل ومناسبتها لمهامه الوظيفية، بغض النظر عن مؤهلاته العملية ومدى قربه أو صداقته أو تقربه من القائد، فمثلما كنت أيها القائد عاملاً في منظمتك التعليمية سيأتي عاملاً أخر ليقود هذه المنظمة لتحقيق سياسات التعليم في المملكة العربية السعودية، فكن مساهماً في خدمة وطنك من خلال تنمية قيمة الانتماء للمنظمة التعليمية والتي بدورها ستنعكس إيجابياً على انتماء وولاء العاملين للوطن أدام الله أمنه وأمانه ووحدته.
تعليقات
إرسال تعليق