(نهايط) .. لنكون



د. عبدالله بن مسعود الجهني


عادات وتقاليد دخيلة على مجتمعاتنا بدأنا نسوّق لها ونشجع على استمرارها واستفحالها، بل إننا لبسنا جلداً غير جلدنا على غير هدى وبشكلٍ مبتذل يبعث الأسى على حالنا وما ستكون عليه الأجيال القادمة.
تغيرت البساطة والعادة في جميع أمور حياتنا الظاهرة للآخرين
في إكرام الضيف
وإقامة المناسبات
وعلاقاتنا مع الأصدقاء
وتعاطينا مع وسائل التواصل الاجتماعي
وحتى في لبسنا ولهجة حديثنا، وغيرها الكثير
أصبحنا نفاخر بما ليس فينا، ونقول ما لا نستطع فعله، ونعمل حد الإسراف والتبذير، وبالمعنى الدارج أصبحنا (نهايط)، وكأن هذا (الهياط) هو من يثبت وجودنا في المجتمع.
ربما اجتمعت عوامل متعددة غيرت من الطبائع، ولكن الطبع يغلب وينتصر في النهاية، فلا نملك تغيير الآخرين ولكن نملك تغيير أنفسنا وتهذيبها وكبح جماح أهوائها على ما جُبلنا عليه؛ لا على ما جُبل عليه الآخرون، ففي النهاية كلٌ مسؤول عن نفسه فقط ( إقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيباً ).
لا لوم على الشباب فمن طبيعته الاندفاع وحب الظهور ولبس ثوب ليس ثوبه، إنما اللوم وكل اللوم على عقلاء المجتمع وكبار القوم، استشرف مستقبلاً يتجاوز حدود السفاهة والإسفاف إن استمر الوضع على ماهو عليه.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الحوكمة في مؤسسات التعليم العام

التعليم المتمايز .. من أجل العدالة بين الطلاب

سلسسلة مواضيع في القيادة المدرسية | 2 |