الإعلام .. صوت المواطن وعين المسؤول
د. عبدالله بن مسعود الجهني
الإعلام .. صوت المواطن وعين المسؤول
( صحيفة عكاظ أنموذجاً )
السجال
الجاري بين صحيفة عكاظ وجامعة جدة حول موضوع (البحث العلمي)، والذي أثارته عكاظ
بعنوان: "من يدعم الفساد في القطاع الصحي"، ونفته جامعة جدة عبر المتحدث
باسم الجامعة، ثم أكدته صحيفة عكاظ مستندة إلى احتفاظها بكافة الوثائق
والمستندات التي تؤكد صحة ما نقلته.
ما سبق، يقود إلى الحديث عن ثلاثة جوانب:
أما الجانب الأول، فيتعلق بمعايير الحوكمة وما تتضمنه من
عدالة وشفافية ووضوح، وهذا ما تبنته صحيفة عكاظ من نشرها لموضوع الدراسة العلمية
مدعماً بإنفوجرافيك توضيحي لفساد الصحة، مستلهمة في تبنيها للموضوع دورها الإعلامي
في تحقيق رؤية 2030، ودامجة في نشرها بين موقفها كصوت للمواطن وعين للمسؤول، ونقف
كمواطنين لصحيفة عكاظ تقديراً وإجلالاً لهذا الدور.
وأما الجانب الثاني، فيتعلق بجامعة جدة والتي نفت أن تكون
هذه الدراسة رسالة علمية، وأرادت التقليل من شأنها باعتبارها مشروع بحثي في أحد
المواد الدراسية متجاهلة أن المشاريع البحثية في المواد يتم تقييمها وفق معايير
محددة إلا إن كانت الجامعة تقيم مشاريع طلابها بشكل عشوائي، وهنا اللوم يقع على
أستاذ المادة العامل في جامعة جدة، وكذلك إلقاء اللوم على الطالب وتحميله مسؤولية
ما كتبه فإن فيها نوع من عدم القدرة على تحمل المسؤولية، وهذا سيجعل من الطلاب
مقولبين لا يجرؤون عن بحث المشاكل ذات العمق في رسائلهم.
بينما الجانب الثالث، يتعلق بمضمون الموضوع حيث بات ظاهراً
أن من أنواع الفساد الإداري ليس في الصحة فحسب - ولكي لا أعمم - وإنما في بعض
الجهات الحكومية تلعب القرابة والصداقة والقبيلة دوراً كبيراً في التوظيف والتعيين
والترقية، فتحولت بعض الإدارات من إدارات تكنوقراطية (كفاءات) إلى إدارات شللية
تسير بالتقارير الوهمية المضللة.
ختاماً .. قيادة عمليات التغيير تحتاج إلى مكاشفة ووضوح
وصراحة متناهية، وإلا فلا داعي للخطط والرؤى والعمل للتحسين والتطوير.
تعليقات
إرسال تعليق