جامعات بلا أسوار

د. عبدالله بن مسعود الجهني


مازالت الجامعات السعودية تسير على نسق مدارس التعليم العام في استفادة المجتمع من مرافقها وخدماتها، فالمكتبات وقواعد البيانات وغيرها من الخدمات محتكرة على طلابها وأعضاء هيئة التدريس، وحتى البرامج والأنشطة والفعاليات لا يستفيد منها أبناء المجتمع من خارج أسوار الجامعة، فالخدمات التي تقدمها الجامعات للمجتمع تكاد تكون محصورة على فئات محددة؛ وحتى من داخل هذه الفئات لا يحصل عليها إلا عدد محدود.
وعليه، فإن الجامعات تعاني قصوراً في وظيفتها الثالثة المتمثلة في دورها مع المجتمع وعلاقتها مع مكوناته المتنوعة، وللتوضيح فالوظيفة الثالثة هي مجموعة الأنشطة والبرامج التي تقدمها الجامعات بحيث تسمح للأجيال الاستفادة منها لتعليم وتعلم مستمر، وكذلك الإمكانات الأخرى للجامعات في خارج البيئة الأكاديمية.
إن أحد أهم عوامل ضعف أداء الجامعات في خدمة المجتمع هي تلك الأسوار المحيطة بها التي منعت المواطن وعائلته الاستفادة من خدمات الجامعة بالإضافة إلى البيروقراطية العتيقة التي لا مكان لها في عصر التطور والرؤية العصرية؛ ففي مكتبة الجامعة مثلاً لتستعير كتاب لا بد وأن يكون لديك رقم جامعي وإلا لن تناله؛ علماً بأننا نتعامل مع باقي الخدمات خارج الجامعة برقم السجل المدني، والذي يأتي بك من أطراف الأرض.
ما أريد إيصاله، هو أنه على الرغم من المساحات الشاسعة لبعض الجامعات السعودية إلا أن أسوارها مازالت تشكل حدوداً تمنع أفراد المجتمع الاستفادة من خدماتها، ‏وننتظر اليوم الذي يتم فيه إزالة الأسوار واستبدالها بحدائق ومسارح وقاعات وملاعب؛ وتفعيل الأنشطة الجامعية؛ وفتح بوابات المكتبات مباشرة أمام هذه المساحات، فربما أن ذلك سيساهم في خدمة الجامعة لمجتمعها المحيط، ‏فالجامعات السعودية تحتاج إلى انفتاح أكثر مع المجتمع لتحقق الوظيفة الثالثة من وظائفها، فربما تساهم إزالة الأسوار الجامعية في تغيير بعض الأفكار المجتمعية.




تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الحوكمة في مؤسسات التعليم العام

التعليم المتمايز .. من أجل العدالة بين الطلاب

سلسسلة مواضيع في القيادة المدرسية | 2 |