المشاركات

عرض المشاركات من 2019

جامعات بلا أسوار

صورة
د. عبدالله بن مسعود الجهني مازالت الجامعات السعودية تسير على نسق مدارس التعليم العام في استفادة المجتمع من مرافقها وخدماتها، فالمكتبات وقواعد البيانات وغيرها من الخدمات محتكرة على طلابها وأعضاء هيئة التدريس، وحتى البرامج والأنشطة والفعاليات لا يستفيد منها أبناء المجتمع من خارج أسوار الجامعة، فالخدمات التي تقدمها الجامعات للمجتمع تكاد تكون محصورة على فئات محددة؛ وحتى من داخل هذه الفئات لا يحصل عليها إلا عدد محدود. وعليه، فإن الجامعات تعاني قصوراً في وظيفتها الثالثة المتمثلة في دورها مع المجتمع وعلاقتها مع مكوناته المتنوعة، وللتوضيح فالوظيفة الثالثة هي مجموعة الأنشطة والبرامج التي تقدمها الجامعات بحيث تسمح للأجيال الاستفادة منها لتعليم وتعلم مستمر، وكذلك الإمكانات الأخرى للجامعات في خارج البيئة الأكاديمية. إن أحد أهم عوامل ضعف أداء الجامعات في خدمة المجتمع هي تلك الأسوار المحيطة بها التي منعت المواطن وعائلته الاستفادة من خدمات الجامعة بالإضافة إلى البيروقراطية العتيقة التي لا مكان لها في عصر التطور والرؤية العصرية؛ ففي مكتبة الجامعة مثلاً لتستعير كتاب لا بد وأن يكون لديك رقم ج...

الإعلام .. صوت المواطن وعين المسؤول

صورة
د. عبدالله بن مسعود الجهني الإعلام .. صوت المواطن وعين المسؤول ( صحيفة عكاظ أنموذجاً ) السجال الجاري بين صحيفة عكاظ وجامعة جدة حول موضوع (البحث العلمي)، والذي أثارته عكاظ بعنوان: "من يدعم الفساد في القطاع الصحي"، ونفته جامعة جدة عبر المتحدث باسم الجامعة، ثم أكدته صحيفة عكاظ  مستندة إلى احتفاظها بكافة الوثائق والمستندات التي تؤكد صحة ما نقلته . ما سبق، يقود إلى الحديث عن ثلاثة جوانب : أما الجانب الأول، فيتعلق بمعايير الحوكمة وما تتضمنه من عدالة وشفافية ووضوح، وهذا ما تبنته صحيفة عكاظ من نشرها لموضوع الدراسة العلمية مدعماً بإنفوجرافيك توضيحي لفساد الصحة، مستلهمة في تبنيها للموضوع دورها الإعلامي في تحقيق رؤية 2030، ودامجة في نشرها بين موقفها كصوت للمواطن وعين للمسؤول، ونقف كمواطنين لصحيفة عكاظ تقديراً وإجلالاً لهذا الدور . وأما الجانب الثاني، فيتعلق بجامعة جدة والتي نفت أن تكون هذه الدراسة رسالة علمية، وأرادت التقليل من شأنها باعتبارها مشروع بحثي في أحد المواد الدراسية متجاهلة أن المشاريع البحثية في المواد يتم تقييمها وفق معايير محددة إلا إن كانت الجامعة تقيم ...

(نهايط) .. لنكون

صورة
د. عبدالله بن مسعود الجهني عادات وتقاليد دخيلة على مجتمعاتنا بدأنا نسوّق لها ونشجع على استمرارها واستفحالها، بل إننا لبسنا جلداً غير جلدنا على غير هدى وبشكلٍ مبتذل يبعث الأسى على حالنا وما ستكون عليه الأجيال القادمة. تغيرت البساطة والعادة في جميع أمور حياتنا الظاهرة للآخرين في إكرام الضيف وإقامة المناسبات وعلاقاتنا مع الأصدقاء وتعاطينا مع وسائل التواصل الاجتماعي وحتى في لبسنا ولهجة حديثنا، وغيرها الكثير أصبحنا نفاخر بما ليس فينا، ونقول ما لا نستطع فعله، ونعمل حد الإسراف والتبذير، وبالمعنى الدارج أصبحنا (نهايط)، وكأن هذا (الهياط) هو من يثبت وجودنا في المجتمع. ربما اجتمعت عوامل متعددة غيرت من الطبائع، ولكن الطبع يغلب وينتصر في النهاية، فلا نملك تغيير الآخرين ولكن نملك تغيير أنفسنا وتهذيبها وكبح جماح أهوائها على ما جُبلنا عليه؛ لا على ما جُبل عليه الآخرون، ففي النهاية كلٌ مسؤول عن نفسه فقط ( إقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيباً ). لا لوم على الشباب فمن طبيعته الاندفاع وحب الظهور ولبس ثوب ليس ثوبه، إنما اللوم وكل اللوم على عقلاء المجتمع وكبار القوم، استشرف ...

التعليم المتمايز .. من أجل العدالة بين الطلاب

صورة
د. عبدالله بن مسعود الجهني التعليم المتمايز .. من أجل العدالة بين الطلاب تقديم: قام بناء الاستراتيجية الوطنية لتطوير التعليم العام على مجموعة من القيم، ويأتي في مقدمتها أن التعليم محقق لتكافؤ الفرص، وللتأكيد على ذلك فإن الهدف الثاني من أهداف الاستراتيجية يتمحور حول إتاحة فرص التعليم المتكافئة ونظم الدعم لجميع الطلاب. ولتحقيق مبدأ العدالة وتكافؤ الفرص التعليمية في حصول جميع الطلاب على تعليم متميز على اختلاف مستوياتهم التحصيلية وقدراتهم ومهاراتهم فإن على المعلمين أن يدركوا أن طرق التدريس التقليدية لم تعد ذات قيمة في تقديم تعليم نوعي يراعي الفروق الفردية بين الطلاب داخل الفصل الدراسي. التعليم بين المساواة والعدالة: في داخل الصف الدراسي؛ وأثناء قيام المعلم بأداء إجراءات التعليم والتعلم، يقع في خطأ يكلف الكثير من جهده ويسبب هدراً في اكتساب المعلومات والمهارات عند الطلاب عندما يمارس قيمة المساواة بينهم، ذلك أن الطلاب يختلفون في مستوى فهمهم وقدراتهم، ويتفاوتون في درجة احتياجاتهم التعليمية، فقيمة المساواة هنا تعني أنهم جميعاً متشابهون. لذلك، فإن الفروق الفردية بين الطلاب تحتم على الم...