الصراع والتصنيف الفكري

 
عبدالله بن مسعود الجهني

 
اتجه الكُتَّاب، وأصحاب الرأي، والتأثير، وحتى العامة من الناس، وربما بعض الأكاديميين إلى تصنيف المجتمعات والأفراد فكرياً وفق ما يتعارض مع أفكارهم، وأصبحت وسائل التواصل الاجتماعي ميداناً للصراع الفكري المحتدم، وإقصاء الأخرين، ومحاولة تقزيم أدوارهم في المجتمعات.
 
فهذا ليبرالي، وذاك علماني، وهؤلاء عصرانيين، وغيرها من التصنيفات الفكرية لإيجاد أسباب ومبررات لبدء النقاشات العقيمة التي لا توصل إلى نتائج تخدم المجتمع والوطن، وتساهم في تنميته ورقية وتقدمه، بل إن هذه النقاشات أصبحت مجرد مضيعة للوقت والجهد عن الانشغال في بناء النفس، والمجتمع، كما تعتبر مساهمة جاهلية مركبة لمزيد من شق الصف والوحدة الوطنية.
 
وجميعنا يدرك اختلاف وتباين التوجهات الفكرية للأفراد والمجتمعات، ولكن ما هي محصلة ونواتج هذا الفكر في تطور المجتمع؟ وما هي الإنجازات التي قدمها للوطن؟ وكيف يمكن استثمار هذه التوجهات الفكرية في بناء الإنسان والمجتمع؟
 
وللانتقال إلى الإجابة عن هذه الأسئلة الرئيسة وما يتفرع منها، فإننا بحاجة على فكر راقي ينتقل من إيجاد مبررات للصراعات الفكرية إلى إيجاد استراتيجيات لاستخلاص الفوائد التي تنشأ عن اختلاف الأفكار ودمجها في قالب فكري جديد يساهم في خدمة الوطن في عصر التحولات والتغيرات العالمية في كافة المجالات.   

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الحوكمة في مؤسسات التعليم العام

التعليم المتمايز .. من أجل العدالة بين الطلاب

سلسسلة مواضيع في القيادة المدرسية | 2 |