مقال اجتماعي: بين المدح والذم شعرة
عبدالله بن مسعود الجهني
إن مدح الأفراد والثناء على أفعالهم أمر محمود ومرغوب لتشجيع الفرد القائم بالعمل وتقدير جهده وأيضاً لتحفيز الآخرين على القيام بأفعال مشابهة.
ومما جاء به ماسلو في سلم الحاجات الإنسانية ( الحاجة للتقدير ) فالإنسان بطبعه يحتاج إلى تقدير الآخرين لإنجازاته، علماً بأن الأفراد يختلفون فيما بينهم بدرجة إشباع هذه الحاجة.
ولكن غير المرغوب بل والمذموم أحياناً هو الثناء الزائد والمبالغ فيه، فالاعتدال والتوازن مطلب وضرورة مُلِحّة في هذا الجانب لعدة اعتبارات أهمها أن بعض المدح قد يتحول إلى ذم في الممدوح فقد قيل: ( مدحك في وجه الرجال مذمة )
بالإضافة إلى تحسس بعض المنافسين ، وعدم تقبل البعض للمدح الزائد باعتباره نوع من المجاملة الزائفة..
ليس هذا المهم .. فالأهم هو تحول البعض من استقبال المدح من الآخرين إلى تصدير الأعمال مهما كان حجمها لينتظر الثناء عليها، والأكثر فداحة أن البعض يدفع مبالغ مالية في مدحه والثناء عليه، أما الأدهى من هؤلاء فهو الشخص الذي يريد أن يُمدح بما لم يفعل، قال تعالى:( لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوا وَّيُحِبُّونَ أَن يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا فَلَا تَحْسَبَنَّهُم بِمَفَازَةٍ مِّنَ الْعَذَابِ ۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ )
لذلك على كل صاحب قلم وإحساس شاعر أن يراعي ذلك في مقالاته وقصائده ، ويجعل التوازن والاعتدال مبدأ وقيمة لا تفارق كلماته مهما كانت قيمة الممدوح، فالتقدير والاحترام يكون بالأفعال لا الأقوال.
تعليقات
إرسال تعليق