مقال اجتماعي: فرعون وفكره وأعوانه
عبدالله بن مسعود الجهني
في قصص القرآن الكريم الكثير من المواقف والأحداث والعبر، ولعل ماورد في قصة فرعون وهامان وقارون مع نبي الله موسى وتكذيبهم له في رسالته كلاً بطريقته وأسلوبه لمثال نستقي منه الفوائد والعبر.
فأما هامان فقد كان وزير فرعون ورئيس عمال المقالع، وكان فرعون يستخدمه لتنفيذ الأوامر فقط ومنها بناء صرح فرعون الهاوي، بينما قارون كان أحد أغنياء قوم موسى ويقال أنه ابن عمه.
ومع أن هامان وقارون كانا من المكذبين لرسالة موسى عليه السلام، إلا أنهما أقل تأثيراً على الناس مما كان عليه فرعون اللعين.
نعم ففرعون بغى وطغى وتكبر وتجبر في الأرض، وظهر بفكرٍ منحط ظاهره الحكمة وباطنه الخبث والمكر، استغل به جهل الناس وضعفهم وقلة حيلتهم فتبعوه على غير هدى وتفكير بما سيؤول إليه حالهم ومصيرهم.
ولعل هذا الفكر الفرعوني يتضح في قوله تعالى: ( قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَىٰ وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ )، وهو فكر ينبعث منه الكِبَر والغرور ويمثل الاستبداد وتضخم الأنا عند صاحبه، والسذاجة عند مصدقيه.
الفكر الفرعوني مازال سارياً حتى اليوم لدى البعض ومازال البعض يتبعه ويصدق به دون أن يكون له رأي أو وجهة نظر فقد غشيت عقولهم غشاوة يصعب إزالتها.
أخيراً لا تكن مشروعاً لـ ( يستحمر ) عقلك وبالتالي يتم ( تنعيجك ) لتكون من ضمن القطيع، فقد أكرمنا الله بالعقل لنستخدمه في التفكير واتخاذ القرارات وإبداء الآراء، وأيضاً الحوار الراقي المفيد
تعليقات
إرسال تعليق