مقال اجتماعي: يقولون ما لا يفعلون


د. عبدالله بن مسعود الجهني

التجارب والمواقف والأحداث ونضيف إليها وسائل التواصل الاجتماعي تكشف للجميع قيم ومبادئ ومعادن الآخرين ، ويسهل من خلالها الكشف عن أدعياء المثاليات ، وهذا ليس بجديد فالفرق شاسع بين النظرية من جهة والتطبيق من جهة أخرى إن لم يكن بينهما دمج وإلتقاء وتأثير وتأثر.


ومن الأمثلة على ذلك: من يكتب ويتحدث عن المشاكل التي تنشأ من سوء الفهم، وهو أول من يسيئ فهم الآخرين، وهناك من يؤكد على تحريم الغيبة ويورد الآيات والأحاديث، وهو يغتاب الآخرين في حديثه، وأيضاً من يأمر بالصلاة في وقتها وهو يؤخرها إلى غير أوقاتها ، والأمثلة كثيرة جداً في هذا الشأن.

 
المشكلة لا تكمن في أنها إنفصام شخصية أو عيوب اجتماعية أو تخلف في القيم الأخلاقية، ولكن المشكلة تكمن في أن الله سبحانه وتعالى مقت أصحاب هذا المبدأ في سورة الصف بقوله تعالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ* كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ )
فالموضوع هنا موضوع شرعي وليس عرفي أو اجتماعي، لذلك علينا جميعاً أن نتنبه لمثل هذه الهفوات التي قد تحدث بغير قصد.
 
وأُنهي هذا المقال بأبيات لأبي الأسود الدؤلي تتناول نفس الموضوع، وذلك تأكيداً على أن الموضوع ليس بجديد على الساحة ولكنه بدأ في التوسع أكثر من ذي قبل:      
 
لا تَنهَ عَن خُلُقٍ وَتَأتيَ مِثلَهُ
                      عارٌ عَلَيكَ إِذا فَعَلتُ عَظيمُ
ابدأ بِنَفسِكَ وَانَهها عَن غِيِّها
                فَإِذا انتَهَت عَنهُ فَأَنتَ حَكيمُ
فَهُناكَ يُقبَل ما وَعَظتَ وَيُقتَدى
                   بِالعِلمِ مِنكَ وَيَنفَعُ التَعليمُ

اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً ، واجعلنا ممن يوافق قوله وفعله .


تعليقات

  1. أبدعت يادكتور بارك الله فيك وبعلمك

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الحوكمة في مؤسسات التعليم العام

التعليم المتمايز .. من أجل العدالة بين الطلاب

سلسسلة مواضيع في القيادة المدرسية | 2 |