مقال اجتماعي: رفع الصوت ليس شجاعة
عبدالله بن مسعود الجهني
لا تخلو مجالسنا من الحوارات ذات الطابع الحاد والتي تتطلب مقارعة الحجة بالحجة والدليل بالدليل المضاد، للوصول إلى اقناع الطرف المقابل بوجهة النظر أو الأسباب المنطقية لموضوع الحوار.
وكل جماليات الحوار وآدابه وأهدافه يتم نسفها نسفاً في بعض المجالس، حيث يدار في جلسة واحدة ولفترة زمنية قصيرة أكثر من موضوع حوار هذا غير الحوارات الجانبية التي تتخلل مواضيع الحوارات الرئيسة في الجلسة.
وغالباً ما تتسم حواراتنا بصفة بعيدة كل البعد عن العقلانية والاتزان والثقة وقوة الحجة وهي رفع الصوت، بل إن رفع الصوت أصبح يمثل قوة عند البعض ممن وهبه الله بنَفَس قوي وصوت حاد، وهو ليس من القوة في شئ وإنما من قلة الحكمة، فقد وعض لقمان الحكيم ابنه في قوله تعالى: ( .. واغضض من صوتك .. )
وبالإضافة إلى ذلك فإن البعض يستأثرون في الحديث لساعات طويلة دون إعطاء الباقين حقهم في الحديث، وإن تحدثوا يتم قطعهم مباشرة، والبعض يعيد حديثه مراراً وتكراراً في جلسة واحدة.
إن اغلب الحوارات في مجالسنا تنتهي بدون الوصول إلى نتائج واتفاقات لأسباب متعددة ابرزها غياب الآداب العامة للحوار، وتصلب الرأي، وعدم تقبل أفكار الآخرين، وغياب الأدلة والبراهين .
نحتاج في كل مجلس قائد لقيادة الحوارات لتتحقق الفائدة وتختفي الظواهر السلبية في الحوارات، وليحافظ كل فرد على صوته وحنجرته ليستخدمها في قراءة القرآن بصوت مرتفع ويكسب الأجر من الله.
تعليقات
إرسال تعليق