التربية من أجل التسامح .. في المناطق الساخنة من العالم
الإنسان بفطرته يسعى إلى الأمن
والطمأنينة بل إنها تعتبر إحدى الحاجات الأساسية للنفس البشرية ، ولكن نزعات
الإنسان وشهواته المادية هي التي تودي به إلى الأخذ بعكس حاجاته ، لذلك فإن تربية
السلام والتسامح يمكن تحقيقها في كل زمان ومكان وحتى في المواقف الأكثر صراعاً
وصداماً من خلال تطبيق المبادئ اللازمة لمواجهة ثقافة العنف السائدة والتي تتضمن :
1-إزالة الغموض بين الأطراف وعدم فهم
الآخرين والتي تؤدي إلى عدم تقبلهم ، واستبدالها بالمعرفة والالتقاء مع الآخرين بالقواسم
المشتركة التي تجمعهم لتكون منطلقاً للحوار والتفاهم بين الثقافات والأديان ،
والانفتاح على الآخرين وقبول الرأي الآخر .
2-نبذ السلوكيات المضادة لمبدأ التسامح
والداعية إلى نشوب النزاعات والصراعات كتغليب المصالح المادية الشخصية على المصالح
الإنسانية العالمية ، وإهانة الآخرين ، واستغلال النفوذ ، والعداوات والكراهية
الممقوتة ، والتسلط والهيمنة واستعراض القوة ، والتدخل في شؤون الغير ، وغيرها من
معوقات التسامح والسلام والتي تثير الطرف الآخر كردة فعل على ما يجده من ازدراء
وإنقاص من كرامته وتقديره واحترامه .
3-إيجاد نظام تربوي لتعليم وممارسة بعض المهارات
اللازمة لتنشئة الأجيال على مبدأ التسامح والسلام العالمي ، والتي تشمل رؤية
النزاع بشكل إيجابي وأنه اختلاف وليس خلاف يؤدي إلى الخصومة والصراع ، وأن الوصول
إلى حل حقيقي لا يتم إلا من خلال الحوار البناء الهادف والملتزم بالأدبيات والضوابط
التي تؤدي إلى البدء من نقاط الالتقاء ، وأن الإبداع عادة ما ينتج عنه إيجاد حلولاً
تؤدي إلى حل النزاع وإذابة التناقض بطرق سلمية وغير تقليدية أو مألوفة .
4-نشر مبادئ وقيم الخير الداعمة للسلام والتسامح عبر
وسائل الإعلام كالمساواة والعدل والحرية والتضحية والمساعدة واحترام التنوع
الثقافي والعرقي والديني والفكري ، والتأكيد على أن السلام هو الذي يمنح للمجتمعات
الإنسانية الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي والثقافي ، وأن الصراعات المسلحة وغياب
الاستقرار السياسي لهما انعكاسات خطيرة على مؤشرات التنمية .
5-الالتزام بحقوق الإنسان من خلال توفير السلام للعيش
بأمن وطمأنينة ورخاء ورفاهية ، وتوجيه آلة الحرب الفكرية نحو كل من يسعى إلى تشويه
سمعة الإنسان والظلم والتخريب والتحيز والتمييز العنصري أو الجغرافي أو العرقي ،
وكل ما يتنافى مع حقوق الإنسان التي كفلتها له الأديان وطالبت بتحقيقها الهيئات
والمنظمات العالمية .
6-نبذ المعوقات التي تقف في طريق التسامح والسلام
ومحاربتها ، وردع من يتداولها أو يمارسها ، كالتعصب والعنصرية والاعتماد على أسس
غير موضوعية في الحكم على الغير ، وتقديس الانتماء للعِرق والمبالغة الممجوجة بغض
النظر عن الصواب ، والتمييز الإسنادي الذي يرى أن السلوك الصادر من فرد أو جماعة
معينة هو سلوك أصيل وقويم وما سواه باطل ومزيف ، وغيرها من معوقات التسامح والسلام
العالمي .
7-الإدراك التام أن اختلافنا مع الآخرين لا يعني قطع
علاقتنا بهم ومعاداتهم والنظر إليهم بنظرة الخوف والريبة من سلوكهم وتوجهاتهم ، بل
أن اختلافنا مع الآخرين مجرد تباين في وجهات النظر الفكرية ، واختلاف في تعاطينا
للمفاهيم من مناظير مختلفة ، وأنه مهما اختلفنا مع الآخر إلاّ أن هذا لا يمنع من
الاستفادة من علمهم وخبراتهم وأفكارهم .
تعليقات
إرسال تعليق